تؤسس للمرحلة القادمة

مطلوب رؤيه وطنيه واستراتجيه تؤسس للمرحلة القادمة

  • مطلوب رؤيه وطنيه واستراتجيه تؤسس للمرحلة القادمة

افاق قبل 5 سنة

مطلوب رؤيه وطنيه واستراتجيه تؤسس للمرحلة القادمة

المحامي علي ابوحبله

يطرح بعض السياسيين الفلسطينيين موضوع تشكيل حكومة من فصائل منظمة التحرير تحت مبرر تفعيل مؤسسات منظمة التحرير  الفلسطينية  وهذا الطرح  قد يكون غير مجدي في ظل الخلافات التي تعصف بين قوى وفصائل فلسطينيه منضوية تحت إطار منظمة التحرير وصراع فتح وحماس مما  يزيد في حدة الصراع الفلسطيني

أي حكومة مستقبليه وفق رؤيا البعض في ظل تعقيدات الوضع الفلسطيني من شانها أن  تصعد حدة الخلافات وتؤجج الصراع الفلسطيني وتزيد  في تباعد المواقف ؟؟؟ ومن شان ذلك تكريس للفئوية والمحاصصه ضمن شرعيات تفرض نفسها بفرض الأمر الواقع وتمهد تمرير للمخططات المشبوهة

إن العمل وفق رؤية وطنية وإستراتيجية تؤسس للمرحلة القادمة يتطلب عدم تجاهل الوضع الراهن وذلك لتجاوز وتصويب أخطاء المرحلة الراهنة وللنهوض بالمرحلة القادمة .

الوحدة الوطنية مطلوبة وليست مثالية وإمكانية إزالة الخلافات والتناقضات والتباينات تستند إلى أن ما يجمع الفلسطينيين أكبر مما يفرقهم إذا وضعوا وفق أولويتهم الصراع مع الاحتلال .

إن الوحدة الوطنية المطلوبة هي الوحدة التي تستجيب إلى الأغلبية الساحقة من أفراد المجتمع الفلسطيني سواء كانوا أفرادا في فصائل أو مستقلين ..أو إلخ ، وليست مصالحة طرفي الانقسام (فتح وحماس ) .

يجب التعامل مع القضية الفلسطينية كقضية شعب قوامه اثني عشر مليون فلسطيني في الداخل والشتات ، وعدم حصر الحوارات والاتفاقات بين (فتح وحماس ) أما الشعب وقضاياه فغائبة إلى حد كبير وخصوصا في ظل غياب المؤسسات الفلسطينية التي تمثل الجميع الفلسطيني

،كما ان الفصائل الأخرى قد حصر دورها ولعبت دورا أشبه (بشاهد الزور ) والمطلوب منها فقط التوقيع على الاتفاقات ومباركتها من دون المشاركة الفعلية في التوصل إليها .

المحور الأول للخروج من حالة الخلاف والترهل الفلسطيني  : البرنامج الوطني والسياسي للحكومة :

لا يمكن تقديم أي رؤية وطنية إستراتيجية ﻹستعاده الوحدة الوطنية دون النظر إلى ما يجري على الواقع (الوضع الراهن ) ، لا نريد الغرق في تفاصيل المواقف السياسية ومن يقدم لنفسه تبريرا ودفاعا عن سلوكه الفئوي على حساب المعالجة للموضوع الوطني ، الأولوية هي النضال من أجل التحرر من الاحتلال والظلم والقهر والتهويد .

دخلت القضية الفلسطينية في نفق مظلم لا يبدو على المدى المنظور أن هناك مخرجا منه إلا إذا إمتلك طرفي الانقسام (فتح وحماس ) وباقي الفصائل إرادة سياسية تهدف الوصول إلى إستراتيجية ورؤية وطنية شاملة للخروج من المأزق واستعادة الوحدة .

وأما ما زاد الأمر تعقيدا ولم يعد بالإمكان إخفاء الحقيقة خصوصا عندما أقدمت (حماس ) في حزيران من العام 2007 م بالانقلاب على السلطة ومنظمة التحرير ، فترتب على ذلك ما عجز الاحتلال عن تحقيقه ألا وهو الانقسام بين شطري الوطن (الضفة الغربية وقطاع غزة ) ولقد تحقق بأيدي فلسطينية .

فلو نظرنا إلى الواقع الفلسطيني الحالي نرى بأنه يعاني من تشرذم وضعف تنظيمي وانقسام إداري سلطوي ، بالإضافة إلى عدم وجود نظام سياسي موحد بحكم التقسيم الجغرافي (سلطة كيانيه منقسمة في الضفة وغزه ) أما الشتات الفلسطيني فأوضاعه مرتهنة لواقع المعطيات السياسية والاجتماعية للأنظمة السياسية والإجتماعيه في أماكن تواجده ، والقدس تعاني من غياب وتغييب للأطر الوطنية وخاصة بعد قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

إن البرنامج الوطني المطلوب هو برنامج لحياة ومستقبل أثنى عشر مليون فلسطيني وليس لسكان الضفة الغربية وقطاع غزة ، لذلك يجب أن يكون برنامجا اقتصاديا اجتماعيا ثقافيا سياسيا شاملا ، فلو نظرنا إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لشعبنا ليست أفضل حالا من قضيتنا الوطنية بل نحن نجلس فوق فوهة بركان اقتصادي اجتماعي مدمر إذا انفجر فإنه لن يبق ولن يذر ، كل ذلك يترافق مع تردي في أوضاع شعبنا في الأرض المحتلة والشتات وبالأخص قطاع غزة ، وفي القطاع يقيم حاليا نحو مليونا مواطن فلسطيني محاصرون من الاحتلال وغيره لأكثر من اثنى عشر عاما بلا كهرباء بلا ماء بلا حياة والأشد خطرا (بلا أمل) !!!!

إن البرنامج الوطني برنامج إستراتيجي ، يعبر عن رؤية وطنية إستراتيجية للقضية الفلسطينية هذه الإستراتيجية هي الأساس التي تقوم عليها سياسات الدول والكيانات السياسية العقلانية .

إن أكبر حقيقة واقعية وعلمية تمكننا من توحيد كل الفئات والشرائح الاجتماعية والإختلاف في الجنس والعمر هي تعزيز الديمقراطية الداخلية وارتباطها عضويا بالقضايا الوطنية ، فكلما زادت وتطورت العملية الديمقراطية داخل المؤسسات الرسمية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني وترشحت كمفهوم وممارسة تصبح المشاركة الوطنية أوسع .

ما لدينا اليوم لا يتعدى إدارة سياسية للمناطق الفلسطينية بل هو إدارة ذاتية لبلدية كبيره اسمها الضفة الغربية وأخرى اسمها قطاع غزة مع بعض الخصوصيات ، مع الأخذ بعين الإعتبار تشرذمهما نتيجة الانقسام والاحتلال الذي يحاول يوميا فرض وقائع جديدة من خلال وضع الحواجز العسكرية وإقامة المستوطنات وتهويد القدس والمقدسات  . وهي إدارة منزوعة الصلاحيات السيادية .

بات على الجميع الفلسطيني ان يدرك الخطر الذي يتهدد الفلسطينيين وان يبادر الجميع للخروج من الانقسام إلى ضرورة الوصول لرؤية وطنيه واستراتجيه تجمع الجميع وتؤسس للمستقبل الفلسطيني ووضع الخطط التي تكفل حقا وقولا الحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية ويكون بمقدورها التصدي لكل المخططات لتصفية القضية الفلسطينية

مطلوب الشروع بحوار وطني جامع وشامل يدعوا إليه السيد الرئيس محمود عباس وان يكون الحوار المقترح تحت عنوان (العمل وفق رؤية وطنية وإستراتيجية تؤسس للمرحلة القادمة  وتتطلب عدم تجاهل الوضع الراهن وذلك لتجاوز وتصويب أخطاء المرحلة الراهنة وللنهوض بالمرحلة القادمة ) لمواجهة كافة التحديات

تشارك فيه كافه القوى والفصائل والمستقلين والخروج بموقف فلسطيني متوافق عليه من الجميع  يقود إلى تبني استراتجيه وطنيه لخطه العمل المستقبلية ضمن رؤيا فلسطينيه تقود لتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والاتفاق على  برنامج وطني لمواجهه كل المخططات الصهيو امريكيه لتصفية القضية الفلسطينية والاعداد للانتخابات وفق رؤيه تحفظ الحقوق الفلسطينية والسيادة الوطنية لتجسد الشرعية الفلسطينية على كافة الجغرافية الفلسطينية

ذلك أفضل الطرق للخروج من حالة الصراع والاحتقان الفلسطيني ووضع حد لحدة الخطاب والتحريض الفصائلي  الذي يزيد في عمق الخلافات ووقف كل محاولات البعض الاصطياد بالمياه العكرة ضمن أجندات غير وطنيه تخدم الاحتلال ومشروعه ألتهويدي والاستيطاني

فهل من صحوة وطنيه تخرج الجميع الفلسطيني من مستنقع الخلافات االفلسطينيه الى استنهاض القوى للرؤية الوطنية ولاستراتجيه التي تجمع الجميع الفلسطيني

 

التعليقات على خبر: مطلوب رؤيه وطنيه واستراتجيه تؤسس للمرحلة القادمة

حمل التطبيق الأن